شلل الوجه “Bell’s palsy”  

دكتور / ممدوح حسن محمد كلكتاوي

 استشاري طب المخ و الأعصاب و رئيس قسم الأمراض العصبية

و النفسية بمستشفى النور التخصصي 


مقدمة و تعريف

شلل الوجه أو ما يسمى عند العامة ” أبو وجه ” أو علميا شلل بيل نسبة للطبيب الاسكتلندي تشالرليز بيل الذي وصف المرض في القرن الثامن عشر الميلادي

 هو ضعف لجهة واحدة من الوجه ناتجة عن تضرر بعصب الوجه ( العصب السابع ) الذي يتحكم بحركة عضلات جهة واحدة من الوجه و الذي قد يرافق باضطراب بحاسة التذوق وكمية الدمع و اللعاب

عادة يظهر فجأة خاصة أثناء النوم ليلا و يستمر لعدة أسابيع و نادرا (اقل من 1% ) يصيب جهتي الوجه معا   

1

و نظرا لوجود عدة أسباب لشلل الوجه ينصح بزيارة الطبيب في أسرع وقت ممكن لاستثناء الأسباب الأخرى المشابهة

درجة انتشار المرض

تشير الإحصاءات أن نسبة الإصابة تصل إلى 25-50 حالة من كل مئة ألف مواطن سنويا خاصة كبار السن و الذين يعانون من أمراض الرئة وماض السكري  وأن واحد من كل 65 شخص لابد و أن يعاني من شلل الوجه من نوع بيل خلال فترة حياته  

الأسباب

سبب شلل الوجه من نوع بل عادة غير واضح لكنه غالبا ناتج عن التهاب العصب السابع بسبب تحسس مناعي  يصيب ” طبقة الميلين المغلفة للعصب ” ناتج عن فيروس مثل فيروس الهربس و الذي قد يأتي بسبب إصابة مباشرة أو تغير مناخي أو اضطراب نفسي أو جهازي كاعتلال بمستوى السكر في الدم

و بينت الدراسات وجود استعداد عائلي للإصابة بشكل أكثر في قرابة 4-14% من الحالات إضافة إلي استعداد اكبر للإصابة أثناء الحمل بنسبة ثلاث أضعاف و نسبة أربعة أضعاف عند المصابين بمرض السكري و التهاب الصدر

الأعراض  

    تختلف الأعراض حسب شدة و مكان إصابة عصب الوجهة كالتالي

1- ضعف بجهة واحدة من الوجه قد تكون خفيفة جدا بالكاد يلاحظ اختلاف بين الجهتين إلي شديد يسبب اختفاء تجاعيد نصف الجبهة و الخد و نزول الحاجب و زاوية الفم مع انعدام القدرة على غلق العين و الفم جيدا و نزول و تدلي اللعاب جهة الإصابة

2- الم داخل أو خلف الأذن مع تنميل بالوجه جهة الإصابة

3-  زيادة التحسس للصوت

4- زيادة أو قلة الدمع

5- ضعف القدرة على تذوق الأشياء

 

 

قياس شدة الشلل

House-Brackmann score تقاس شدة الشلل بخمسة درجات حسب معيار ” هاوس براكمان “

1- حركة طبيعية للوجه

2- ضعف بسيط : بالكاد يلاحظ عدم تماثل جهتي الوجه مع قدرة ممتازة على تحريك عضلات الوجه و غلق العين و الفم

3- ضعف متوسط :  يلاحظ عدم تماثل جهتي الوجه بشكل سهل مع قدرة على تحريك عضلات الوجه و غلق العين و الفم بشكل كامل ببدل مجهود

4- ضعف متوسط إلى شديد : يلاحظ عدم تماثل جهتي الوجه بشكل سهل جدا مع عدم القدرة على تحريك عضلات الوجه و غلق العين و الفم بشكل كامل ببدل مجهود

5- ضعف شديد جدا : يلاحظ عدم تماثل جهتي الوجه بشكل سهل جدا مع عدم القدرة على تحريك عضلات الوجه وغلق العين و الفم بتاتا 

التشخيص

يقوم الطبيب بأخذ تاريخ مرضي و عمل فحص عصبي لاستثناء الأسباب الأخرى والتشخيصات المشابهة و قد يلجأ في حالة الشك لطلب عمل أشعة للدماغ ( مقطعية أو مغنطيسية )

التشخيصات المشابهة

عادة لا يشخص شلل الوجه بأنه من نوع شلل بيل إلا بعد استثناء الأسباب الأخرى والتشخيصات المشابهة و أهمها    

3

1– السكتة الدماغية و التهاب سحايا الدماغ و أورام الدماغ : و التي غالبا تصيب العصب السابع داخل الدماغ  و تظهرعلى شكل شلل بالوجه يصيب الجزء الأسفل من الوجه بدرجة اشد مع تنميل أو ضعف بالأطراف

2- التهاب عصب الوجه خارج الدماغ بسبب الإصابة بفيروس هيربيس زوستر ( 26% من الحالات )    (Ramsay Hunt syndrome ) و الذي  يسبب بثور و طفح بصوان الأذن

كما قد يصاب عصب الوجه خارج الدماغ بسبب إصابة مباشرة أو مرض السكر أو عدوي ببكتيريا مثل بكتيريا الحمى المالطية أو فيروس مثل مرض نقص المناعة المكتسبة أو التهاب من نوع ساركويدوسيس  أو متلازمة جولين بار

 

Prognosis  توقعات الشفاء

مرض شلل الوجه من نوع بيل عادة ناتج عن التهاب بمادة الميلين و التي تحتاج عدة أسابيع للشفاء و في الحالات الشديدة يتأذي محور العصب مما يسبب عدم ظهور الشفاء المبكر خلال الأسابيع الستة الأولى من المرض

استنادا لدراسة عملت على أكثر من ألف شخص سنة 1980م وجد أن 85% من الحالات تتمثل للشفاء خلال الثلاث أسابيع الأولى من المرض و البقية 15% خلال 3-6 أشهر

79% يتماثلون للشفاء الكامل و 12% بدرجة متوسطة و 9% بدرجة ضعيفة جدا مما يسبب المضاعفات التالية

1- فقد حاسة التذوق الدائم بالجزء الأمامي للسان من الجهة المصابة

2- التهاب القرنية المزمن بسبب عدم القدرة على غلق العين و حماية القرنية

3- آلام الوجه المزمنة جهة الإصابة

4- تقلص عضلات الوجهة المزمنة و المتفاقمة جهة الإصابة

 

توصيات عامة خلال الأسابيع الستة الأولى من المرض

1- إجراءات حماية العين :

للحالات المتوسطة و الشديدة التي يعاني المريض من صعوبة في غلق العين و تستمر حتى يستطيع المريض غلق العين بشكل فعال و جيد و تشمل ما يلي

–  تغطية العين بغطاء العين أو لاصق خاصة أثناء النوم و الراحة لحمايتها من الرياح و الأتربة و الأجسام الأخرى

– استخدام نظارات سوداء لحماية العين من أشعة الشمس و الإضاءة الشديدة الحادة

– تجنب الأماكن شديدة التدخين   

– استخدام قطرات عين مرطبة بشكل متكرر أثناء اليوم

2- استخدام اليد أثناء الكلام لتضغط على الخد من الجهة الضعيفة

3- استخدام اليد أثناء الأكل لتضغط على الخد من الجهة الضعيفة لتمنع تجمع اللعاب و الأكل بالجهة المصابة

4- استخدام الأصابع لغلق الفم بشكل كامل مع استخدام مصاص أثناء الشرب

5- الحرص على كثرة المضغ باستخدام علكة مثلا و تجنب المضغ فقط على الجهة السليمة فقط

6- الحرص على تنويع نكهات الطعام لتقوية حاسة التذوق

7- الحرص على نظافة الفم و اللثة و الأسنان بشكل جيد بالجهة المصابة لمنع تراكم الأكل بها و تأثيرها السلبي على صحة الفم و اللثة و الأسنان 

8- الحرص على عمل مساج رقيق للوجه باستخدام زيت بحيث يتم التحرك من الخد للأذن

9-  الحرص على  الراحة البدنية خاصة أن معظم الحالات ناتجة عن فيروسات تتطلب راحة الجسم لمقاومة الفيروسات

 

العلاج

1- العلاج الدوائي :

على الرغم من غالبية المرضى تتماثل للشفاء الكامل خلال الأسابيع الستة الأولى من الإصابة إلا انه ينصح بما يلي

 الكورتيزون : البداية المبكرة خلال الأيام الثلاثة الأول تسرع الشفاء و تقلل نسبة شدة ومضاعفات المرض-

– مضادات فيروس الهربس: معظم الدراسات لا تؤيد استخدامها ما لم تكن الحالة شديدة أو تظهر بثور أو طفح خارج صوان الأذن يرجح الإصابة بفيروس هيربس زوستر

2- العلاج الطبيعي

معظم الدراسات تؤيد البدء المبكر بالعلاج الطبيعي خلال الأسابيع الستة الأولى من الإصابة  لتقوية عضلات الوجه و تحفيز العصب بالجهة المصابة بعمل ما يلي للعودة الكاملة لوظائف الوجه

 و يمكن عملها من الشخص  نفسه أمام المرأة  4

– مساج الوجه :

5

 و تتم بشكل رقيق دون ضغط على الوجه و بطريقة دائرية فوق الجبهة و على الخد و الذقن  بحيث تكون من الداخل نحو الأذن

– تمارين الوجه :

و يتم البدء بها عند إمكانية تحريك عضلات الوجه و بمعدل 2-3 مرات فقط يوميا كالتالي

 – رفع الحاجب مع تقطيب الجبين 

6

– غلق العين لأقصى درجة

7

  – رفع الأنف لأقصى درجة

8

– فتح الفم و الابتسامة لأقصى درجة مع قول ” أي ي ي ي “

9.png

         – غلق الفم لأقصي درجة ممكنة         

و يلاحظ انه لا توجد دراسات قوية تؤيد استخدام طريقة الحث الكهربي للعصب السابع

 

3- العلاج الجراحي

يتم اللجوء إلي التدخل الجراحي في الحالات النادرة التي لا تتماثل للشفاء بعد قرابة سنة من الإصابة رغم  انه لا توجد دراسات قوية تؤيد استخدام التدخل الجراحي نظرا لوجود مضاعفات عالية و تشمل زراعة أو نقل عصب ( العصب الخامس لعضلة الماسيتر أو العصب الثاني عشر ) أو نقل عضلة للوجه ( مثل عضلة التيمبوراليس او الجراسليس ) للحصول على ابتسامة للوجه  

 

4- العلاج البديل

ما زالت الفائدة من العلاج بالإبر الصينية و العلاج بالأكسجين المضغوط  للحالات النادرة التي لا تتماثل للشفاء بعد قرابة سنة من الإصابة محل الدراسة

و يعتبر استخدام البوتكس ذا فعالية جيدة لحالات الحركات اللاإرادية التي تلي شلل الوجه